الاثنين، 23 أبريل 2012

لا للاحتكاك الذي يسحق الشعب



لقد دخلت موريتانيا كغيرها من دول العالم الثالث نطاق الدول المطبقة للديمقراطية والمعتمدة لها كمنهج لتسيير الشؤون الاجتماعية والاقتصادية... ونتج عن ذلك ـ من ضمن ما نتج ـ الكثير من المتغيرات المختلفة في الكثير من جوانبها عن ما كان يعيشه الشعب بمختلف مكوناته وأطيافه... إلا أن النقطة الأبرز ـ تقريبا ـ ضمن هذه "الممارسة الديمقراطية" هي تجلي القطبية الحادة التي تصل إلى القطيعة في أغلب أحيانها بين الطرفين الركنين في أي مجتمع ديمقراطي يكرس أو يحاول تكريس التعددية مما يؤدي إلى انعكاسات كبيرة وخطيرة تتضخم كما السرطان وقد يكون ذلك لا قدر الله بنفس أخطار السرطان ونتائجه.
وفي هذا الظرف الدقيق والحساس الذي تمر به  موريتانيا.. ونظرا لما ذهبت إليه الأطراف السياسية مؤخرا من تجاذبات سياسية وإعلامية وواقعية في الشوارع لم تؤد إلا إلى التنافر أكثر والتباعد بشكل أكثر قوة وتعقيدا.. فإن  منتدى الشباب للحوار ومكافحة التطرف   يدعو كلا الطرفين إلى مراجعة المواقف على الأقل حتى يضمنا أن لا يوفرا الأجواء ويسمما الواقع بحيث يهيئا المناخ  ويلائماه مع الانجرافات السلبية ويخلقا لراكبي الأمواج ومنتظريها بفارغ الصبر الفرصة ليشعلوا الواقع لا قدر الله ويثيروا الفتنة ويلقوا النار على زيوت الطاقة البريئة لأبناء هذا الشعب من مسؤولين وسياسيين كبار إلى طلابنا وتلامذتنا مرورا بهيئات المجتمع المدني،والشباب  والنساء،والحالمين الطامحين من البرآء الذين قد يصور لهم أن طموحاتهم وأحلامهم في ركوب سفينة خرقاء، ألواحها من ورق لا تقوى لحظة تلاطم الموج وثورانه وجريانه باتجاهات متعاكسة بقوى عنيفة لا قدر الله.
إن المنتدى في هذا الصدد يهيب بالمعارضة والموالاة على حد السواء أن لا تقودهم الصراعات ورهان كل طرف منهم على أن يهزم الآخر بأي طريقة أن يذهبوا بعيدا بحيث ينسوا أو يغفلوا عن المصالح العليا لهذا البلد وهذا الوطن الذي هو ملك الجميع  ويهتم كل فرد من أفراده بمصالحه العليا والمتمثلة أساسا في الأمن والأمان والسلم والاستقرار مع الحق في الطموحات والطموحات الكبرى التي يرجو الجميع أن تتحقق ويصير بها كل فرد في هذا المجتمع في أحسن ظرف وأرغد عيش  وأطيب حياة .
ولذلك وفي هذا الإطار ندعو الأغلبية أو الموالاة إلى:
دعوة الطرف الآخر إلى حوار تشرح فيه استشكالات المعارضة وتحاول فيه التنازل ما أمكن والاقتراب لحد التلامس الإيجابي لا التنافر والاحتكاك الذي يطحن الوطن والأمة.. وأول المطالب أن يبادر السيد الرئيس بخطوات ملموسة تخفف من الوضع.  
كما ندعو المعارضة أيضا أن تبتعد عن ما من شأنه أن يسد الباب أمام الحوار لأن الحوار هو الأصل والمصالحة هي الأساس والوطن فوق كل اعتبار.. ولا ينبغي أن يُحكم على مصير الدولة والأمة حسب ما يرى أو ما يحلو لهذا الطرف أو ذاك.
وفي الأخير يستنكر المنتدى ويرفض أي تدخل أجنبي في الشأن الوطني أيا كان مستوى التدخل أو حجم الحدث مهما يكن..
وفي هذا السياق نندد بالتصريحات الفرنسية اليوم في الشأن السياسي الوطني، ونعتبر أنه لا حاجة لتدخل أصدقاء مور-ٍٍيتانيا في إشكال يمكن حله بين الإخوة
                 
                                                                                      إبراهيم محمد مزيد

هناك تعليقان (2):

  1. هذا رائع

    ردحذف
  2. اراني امشجعكم
    والى الامام......صفاق صفاق....معارض معارض...منبطح منبطح.

    ردحذف

المدونة تتجرد من كافة المسؤولية تجاه الآراء الواردة في التعليقات.